الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا

Rating::
4.0

شهدت العقود الأخيرة العديد من التطورات والتغيرات منها الانخراط السياسي للدين، وتعاظم دوره، حيث أصبحت الحركات الإسلامية في السنوات الأخيرة لاعبا أساسيا في الحياة السياسة في منطقة الشرق الأوسط، ويرى بعض المحللين أن هذه الحركات بدأت تأخذ مكان الحركات الليبرالية والأحزاب اليسارية، فهذه الحركات الإسلامية لها جذور تاريخية طويلة تمتد إلى بداية القرن العشرين ومنها حركة الإخوان المسلمين التي تأسست 1928 م وتلاها عدد من الحركات. وأظهرت الحركات الإسلامية قدرة كبيرة في إيصال رسالتها إلى قاعدة جماهيرية عريضة، وفي تطوير خططها واستراتيجياتها، وطرحت أفكارها على أنها تعد حلا بسيطا للأزمات والإشكاليات الموجودة في مجتمعاتها. أما بالنسبة لمنطقة جنوب شرق آسيا فقد شهدت نموا سريعا للحركات الإسلامية بها، وأهم مثال على ذلك الجماعة الإسلامية في أندونيسيا، والتي تعتبر أكبر دولة إسلامية، وهناك جماعات إسلامية بالفلبين وماليزيا.  ولقد لفتت تفجيرات ''بالي'' بأندونيسيا في 12 من أكتوبر 2002 م النظر إلى الحركات الإسلامية في منطقة جنوب شرق آسيا، وخاصة أنها تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م بالولايات المتحدة الأمريكية، وإعلان الحرب الدولية على الإرهاب، واعتبرت تلك الحركات الإسلامية حركة إرهابية، وأبدت عدد من الدول الآسيوية تعاونها مع هذه الحرب. أخذت النظم العربية والغربية والآسيوية تنظر بقلق وتخوف من تصاعد قوة تلك الحركات الإسلامية إلى درجة يصعب معها السيطرة عليها، حتى في ظل تخلي معظم تلك الحركات عن العنف، وتبنيها للوسائل السلمية لتحقيق أهدافها وبرامجها.

Book Category دين, سياسة
Author نهى عبدالله حسين السرمدي