إن العمل مدّة ثمان ساعات وسطياً في اليوم، يعني أن تبيع ثمان ساعات من عمرك كل يوم. والسؤال الذي يطرح نفسه ليس: ما هو الثمن الذي نتقاضاه لقاء عملية البيع هذه، بل كيف تتم عملية البيع، ويأتي الجواب أننا نبيعها بسعر زهيد، خصوصاً أن لهذا الثمن أثر ثقيل على حياتنا الخاصة أو الزوجية أو العائلية...وانطلاقاً من هذا الوضع، قرر كل من "جاك صالومي" الخبير بالعلاقات الإنسانية، و"كريستيان بوتييه" المستشار والمدير لإحدى الشركات الاستشارية إجراء دراسة متعمقة لأساليب العلاقات التي تسود في الشركة، لتصبح نابضة بالحياة، ولكي تعم فيها روح الإبداع، وليتمكن أفرادها من التعايش فيها بشكل سليم مع الحفاظ على منهجها العملي. ففي هذا المُؤلَّف الدقيق والمادي والمثير، والذي يخاطب كل من يشعر بحاجة إلى التعايش مع عمله بشكل أفضل، حاول المؤلفان توسيع مفهوم الإدارة الترابطية. واقترحا في مواثيق الحياة، وإرشادات ومراجع يستطيع من خلالها كل إنسان أن يتوصّل إلى تحمّل مسوؤلية عمله ومنصبه. إلى جانب ذلك يبتعد عن كل ما يسبب له الكآبة، أو العلاقات المتآكلة، أو إعاقات في معاملاته، أو هدم لذاته.وأخيراً، من أجل فرض احترامنا على الآخرين، ومن أجل احترامنا لأنفسنا، وهو شرط لازم لمنح هدف لنشاطنا المهني يفوق مفهوم "كوننا مضطرين للذهاب كل يوم لكسب لقمة العيش" وتحقيق حلمنا بالعمل ونحن نشعر بالسعادة.