شغل قضية المدارس الدينية فى باكستان بال المهتمين بالسياسة الدولية وقضايا العالم الإسلامى, حيث بقيت محل نقاش وبحث منذ نشأة باكستان, وصارت محط أنظار العالم بعد وصول طالبان المتخرجين فيها إلى سدة الحكم فى أفغانستان, وبدأ الإعلام الغربي يسلط الأضواء عليها بقوة أكثر منذ أحداث الحادى عشر من شهر سبتمبر, وصارت تلك المدارس من القضايا الساخنة جدا على الساحة الإعلامية الدولية, وخاصة بعد تفجيرات لندن وحادث المسجد الأحمر الأليم فى إسلام آباد.ومن بين الكم الهائل من الكتابات التى تحمل الطابع الدعائى للمدارس الدينية أو ضدها, يحاول هذا الكتاب تقديم أجوبة مقنعة عن كثير من الأسئلة المتنوعة التى تنشأ فى ذهن القارئ العربى, كالسؤال عن حقيقة هذه المدارس, ودورها فى المجتمع, وخلفيتها التاريخية فى شبة القارة الهندية, والوضع الحالى لنظامها التعليمي, والاتجاهات الفكرية المسيطرة عليها, وأفكارها ومواقفها, وكيف كانت مناهجها الدراسية فى أدوارها التارخية المختلفة, ومواقف الجهات المختلفة تجاه تغييرها, وحقيقة الشبهات التى أثيرت حولها, ومشكلاتها الحقيقية, والحلول المطروحة لها.