ليس كتابا فى السيرة الذاتية لمؤلفه رغم الحضور البارز للمؤلف بين صفحاته وفصوله لكنه أساسا كتاب يمتلئ بالكثير من الذكريات والمشاهدات والتجارب والأحداث والشخصيات التى عايشها المؤلف أو احتك بها, أو كان شاهدا عليها, خلال مسيرته الطويلة فى عالم الثقافة السينمائية والنقد السينمائى. وهو ينتقل خلال صفحاته بين مصر, والعالم العربى, والعالم الخارجي, ورغم أن مؤلفه يقيم منذ أكثر من ربع قرن فى العاصمة البريطانية, إلا إن علاقته الوثيقة بما يحدث فى السينما المصرية قائمة وممتدة عبر كتاباته التى تنشر فى مصر أو تصل إليها عبر شبكة الإنترنت. "حياة فى السينما" يروي, من خلال أسلوب تداخل الأزمنة الشهير فى السرد السينمائي الحديث, تفاصيل الكثير من الطموحات والأحلام التى كانت مطروحة أمام جيل من الباحثين عن تغيير السينما, أو تغيير العالم من خلال السينما, وما اعتراها من إحباطات وانتكاسات, وما شابها من صراعات لايزال تأثيرها قائما حتى يومنا هذا.ولعل تميز هذا الكتاب يكمن فى وصفه الدقيق للمحيط الذى وقعت فيه أحداثه ولعبت فيه شخصياته أدوارها على مسرح الحياة, مع الاهتمام بالإحاطة بزمن كان فيه "السياسى" يطغى بقوة على "الثقافى" ويضغط عليه ولذلك فهو يعد, على نحو ما أيضا, شهادة تعكس المناخ السياسى الذى كان سائدا فى حقبة السبعينيات التى شهدت الكثير من وقائع فصوله, وتأثيرها على الجو الثقافى العام.