يضم الخليج العربي دول وزعامات وطنية قاومت الإستعمار الغربي، لذا حاول الغرب أن يطمس تاريخ تلك الدول الوطنية، أو يشوهها إن لم يستطع طمسها. ومن هذا المنطلق، تم حرق الكثير من الكتب والمخطوطات والوثائق المهمة بتلك الدول الوطنية، بدعوى توحيد الصفوف وعدم إثارة النعرات المحلية، أو النزاع مع القبائل، فغاب عن السطح تاريخ مشرف يستحق للقارئ العربي أن يعرفه ويتعلم منه، ومن تلك الدول الوطنية دول بني خالد، حيث يرجع نسب قبيلة بني خالد إلى بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن نصر بن نزار بن عد بن عدنان، إذن فهي قبيلة عرفانية مضرية قيسية هوازينية. وقد أشار عبد الوهاب بن تركي إلى الخلط الذي ذكر في نسب دولة بني خالد حيث نسبهم بعض المؤرخين إلى بني خالد من ذرية خالد بن الوليد، فيقول عبد الوهاب بن تركي: "إن هناك فرقاً بين بني خالد وبين بنو خالد، فبنو خالد هم بنو خالد حروى ويرجع نسبهم لبني مخزوم، أما بني خالد، فهي بني خالد بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن عد بن عدنان. هذا وتعدّ دول بني خالد، وهي دول وليست دولة، فهناك دولة بني خالد في شرق الجزيرة العربية، وهي أكثرها شهرة، لذا دأب الغرب والحكومات العميلة على تشويه تاريخها العظيم، وهناك دولة بني خالد في قطر (دولة آل مسلم) الذين حكموا قطر قرنين من الزمان وواجهوا أكبر عملية طمس تاريخية، إذ تم حجب العديد من الوثائق الخاصة بهم لأسباب غير معلومة من الذين تولوا السلطة بعدهم، كما أن هناك دولة بني خالد (آل منصور) التي حكمت الساحل الشرقي للخليج، وجزيرة البحرين، وهي الموضوع والمحور في هذا الكتاب. والنصور من الجبور، والجبور وبني خالد بن بني عقل أيضاً، إلا أن أغلب بطون بني عقيل دخلوا تحت الإسم الأكثر شهرة في ذلك الوقت، وهو بني خالد التي كانت دولة مهيبة الجانب بعد أن ورثت الزعامة من الجبور، ودخلت أغلب الأسر العقيلية ومنهم الجبور، وبطونها تحت المسمى الأشهر بني خالد، وقد كان شيوخ المنصور يتصفون مثل جدودهم الجبور بالشجاعة والمقدرة، وقد حاربوا القوى الإستعمارية. وإلى هذا، فإن المؤلف يحاول ومن خلال كتابه هذا أن يضع بين يدي القارئ ومعلومات موجزة عن تلك الدولة العظيمة، وهو يمثل عمله هذا بجهد المقلّ وعذره أن البحث عن تاريخ النصور هو بحث بالغ الصعوبة وذلك لصعوبة الحصول على المصادر الخاصة به.