تمثل نباتات الزينة فرصة ذهبية على الإنسان استغلالها من أجل صحته وسعادته، فهي بما حباها الله من جمال طبيعي تخلق هوايات محببة لمختلف أفراد الأسرة خصوصاً الأطفال الذين يتعودون على رعايتها فينشأون على حبّ الطبيعة والجمال وحب البيئة التي تحتويها ورعايتها، فيخلق جيل ذوّاق للجمال تتأصل فيه ملكة الفن مما ينعكس على رقي المجتمع. وقد وصلت إلينا كثير من الآثار الأدبية والتاريخية والفنية التي تدل على اهتمام الإنسان في كثير من بلاد العالم القديم بالزهور.فالمصريون القدماء تعلقوا بحب الأزهار فكان أن تأثر الفنان المصري القديم في رسم وتشكيل زخارفه بالزهور خاصة زهرتي اللوتس والبردي، لذلك ابتدع العمود المزين تاجه بشكل زهرة اللوتس، إلى جانب ذلك فإن الفرس كذلك قد بالغوا في تقدير الزهور وجعلوها وسيلة من وسائل التجميل الشخصي، وكذلك فعل العرب حيث أبدوا أشد الاهتمام بالزهور التي كان لها في الحضارات الإسلامية المتعاقبة شأن كبير. وفي العصر الحديث بدأ إنشاء الحدائق بشكل عملي على أسس وقواعد بالإضافة إلى الأذواق المختلفة للأفراد، وكان ذلك الجمع في صور مختلفة رائعة هندسية وطبيعية بطرز مختلفة. ومن المعلوم أن النباتات المزهرة تشكل عنصراً رئيسياً في الحدائق، وقد ترتب على هذا ظاهرة قطف الأزهار من نباتاتها وإدخالها إلى المنازل لكي تنسق في الزهريات بأساليب مختلفة يحددها بدقة علم تنسيق الأزهار، وهو أيضاً في ذات اللحظة يعتبر فناً من الفنون الراقية يحسه أصحاب الأذواق المرهفة الذين يريدون ألا يفارق الجمال أعينهم إذا ما تركوا الحديقة ودخلوا إلى المنزل.من أجل هذه الغاية تأتي موسوعة "زراعة وإنتاج نباتات الزينة وتنسيق الحدائق والزهور" التي نقلب صفحاتها حيث يحاول المؤلف من خلالها التعريف بعلم الزينة وعناصره المختلفة مع بيان أساليب تزيين الحدائق، وذلك لإضفاء نوع من الجمال الفكري، والذوق المرهف الحساس الذي لا غنى للإنسان عنه.
AED 63.00