ينحصر ما نشر باللغة العربية عن الآثار الإسلامية والقبطية المسجلة بمدينة القاهرة في كثير من الكتب والرسائل والأبحاث التي تناولت هذه الآثار في -معظم الحالات- بصورة أحادية تعلقت بأثر واحد دون غيره، أو تناولتها -في بعض الحالات الأخرى- بصورة جزئية ارتبطت ببعض أنواعها المعمار أو بشخصية منشئ معين من منشئيها العظام الكثيرين من عصر معين من عصورها التاريخية الواسعة.وكان من نتيجة ذلك كله -رغم أهميته وكثرته وتنوعه ونشر بعضه وبقاء بعضه الآخر- ولا سيما غالبية الرسائل -بغير نشر- خلو المكتبة العربية من عمل موسوعي يغطي كل هذه الآثار بكافة المعلومات الأساسية المتعلقة بها بشكل يتيح لكل دارس أو باحث إمكانية الاستفادة منها والبناء الحقيقي عليها باستثناء عمل شمولي واحد أنجزته الدكتورة سعاد ماهر تحت عنوان "مصر وأولياؤها الصالحون" تناولت فيه العمارة الدينية الإسلامية فقط ممثلة في المساجد والمدارس والأضرحة والمشاهد، وكان الهدف من نشره هو إلقاء الضوء على كل ما في محافظات مصر من أبنية أثرية إسلامية دينية وصريحة، ورغم أهمية هذا العمل الشمولي، إلا أنه كان قد انحصر في الأبنية الإسلامية الدينية والإفرنجية فقط، وبذلك لم يشر فيه إلى كل الآثار القبطية المسجلة بمدينة القاهرة، أو إلى بقية أنواع العمارة الإسلامية الدينية فيها، أو حتى إلى العمارة السكنية أو الحربية أو التجارية.من هنا برزت فكرة إعداد هذا الأطلس الذي بين أيدينا والذي يعد أول أطلس للعمارة الإسلامية والقبطية المسجلة بمدينة القاهرة وهو يحتوي على وصف وتحديد لحالة كل أثر من هذه الآثار الإسلامية والقبطية وعلى بيان لتاريخ تسجيلها في السجلات واسمها وموقعها وتاريخها كما يحتوي على ترجمة وافية عن منشئ هذا الأثر سلطاناً كان أو أميراً أو قاضياً أو تاجراً أو غير ذلك، ووصفاً أثرياً شاملاً يوضح مكوناته المعمارية وخصائصه الفنية، وكتاباته الأثرية، وثبت بأهم مصادره ومراجعه العربية وغير العربية وعلى رأسها بيان بحجته أو وثيقة موضحاً رقم الحجة ومكان حفظها وتاريخها واسم واقفها ونوع تصرفها ونبذة مختصرة عن مضمونها، كما روعي فيه ضرورة إثراء هذه المادة العلمية بمجموعة كبيرة من صور الأثر الفوتوغرافية، ورسوماته المعمارية والزخرفية وموقعه على خرائط القاهرة المساحية بشكل يعد الأول من نوعه في هذا الصدد.
AED 47.00