جنوب السودان وآفاق المستقبل

Rating::
4.0

أيها العرب إن العواصف الشيطانية التى تهب علينا من القوى المعادية لعروبتنا هى عواصف مؤقتة, فليس عيباً أن تزلزل الأرض وينشق البنيان, لكن العيب أن نقف وننظر إلى قضايانا المصيرية ببصر زائغ وأيد مغلوقة، نحن فى مرحلة خطرة/ الوجود أو عدمه/ مرحلة فرضتها علينا القوى الظالمة, هل نكون أو نتلاشى؟ وكتابى هذا يهدف إلى شرح بعض جوانب قضية جنوب السودان وخاصة أننا على بعد خطوات قليلة من ضياع هذا الجزء الهام من أرض السودان. أن الدوائر السياسية الغربية ذات الأغراض الاستعمارية, والجمعيات التبشيرية الأوروبية والأمريكية ومعهما الإعلام العالمي المتصهين هؤلاء كلهم يحاولون تصوير مشكلة الجنوب على أنها مشكلة دينية وبأنها مشكلة شعب جائع محروم مقهور من جانب العرب السودانيين, ونظراً إلى عدم استيعاب المشكلة على أساس موضوعى أضحى المشهد مضطرباً فى الأذهان.ومن هنا رأيت أن من واجبى كعربى تعصف به الاحداث الأليمة والمفروضة علينا من قبل قوى التجبر والبغي, أن أقدم صورة مجملة للقارىء العربي عما يجرى فى السودان, وخاصة فى جنوبه, ونستطيع القول أن الأمر وصل إلى حد الخطر الحقيقى, وما اعتمد من /حلول/ لقضية الجنوب فى مباحثات (ماشاكوس), ليس هو بالوضع الأفضل والصحيح، إن حرصى وخوفى على وحدة السودان شعباً وأرضاً هو الذى دفعنى للمساهمة فى إعداد هذا الكتاب, فلعلى أساهم مع المخلصين فى الوصول إلى حل مشرف تفادياً لوقوع كارثة قد تحل ليس فى السودان فحسب بل فى الوطن العربى كافة، وأن ما يحصل فى السودان الآن "شرقاً وغرباً و شمالاًو جنوباً" سوف ينعكس ويهم جميع الدول الأفريقية أيضاً, يجب ألا يغيب عن أذهاننا بأن استمرار السودان واضطلاعه بدوره العربى جسراً مهما بين العرب الأفارقة وغيرهم من الأفارقة, وبقية شعوب العالم. علينا التمسك بقيمنا الروحية والمادية من أجل وجودنا الذى أراده الله لنا وأبته قوى الطغيان والأنانية. توقف القتال في جنوب السودان عام 2005 م؟ فابتدأت مرحلة جديدة دعيت باسم (مرحلة السلام) وهذا الامر بحد ذاته شئ عظيم ذو معنى واهمية بالغين، طرفا القتال الطويل اصبحا الان شريكين في إدارة وتوجيه السودان كله لا جنوبه فقط! أما كان من الأجدى لهما أن يتفقا منذ البداية ويعيشان في سلام ووئام عوضاً عن سفك الدماء وحرق الأخضر واليابس والتشرد؟ زيارتي الأولى للسودان تمت في عام 1961م لم يخطر ببالي حينها بأنني سأصبح واحداً من المهتمين بالقارة السمراء (صورت- قاتلت- كتبت- على مدى معظم سني حياتي).

Book Category تاريخ, علم اجتماع, سياسة
Author احمد أبو سعده