علوم السيرة (من الرسول إلى الرسالة )

Rating::
4.0

مشروع "التراث والتجديد" هو جمع بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، بين الأصالة والمعاصرة. يبين كيف يخرج الجديد من القديم بهم العصر وفعل الزمن. ولا توجد معادلة حسابية مثالية للجمع بين الاثنين. لا يوجد ميزان من ذهب. قد يأتي البحث أقرب إلى القديم منه إلى الجديد، وذلك للحفر في الجذور. وكلما كان الحفر عميقًا كانت إمكانية ظهور الماء بلغة القدماء أو النفط بلغة المحدثين أكبر. التراث وحده لا يفيد، وتكرار لما قام به القدماء، وعرض لإنجازاتهم واجتهاداتهم في عصرهم. والتجديد وحده مكانه مقال يعتمد على الفكر وحده دون ما حاجة إلى غرز، ولتوسيع قاعدة القراء غير المتخصصين. واللغة الأدبية الشعرية لا تكفي لأنها تجديد في الأسلوب وليس في التصورات كما تفعل بعض السير الأدبية المعاصرة بالرغم من ذيوع مناهج النقد التاريخي إما من آثار القدماء، علم الرواية، وإما عن المحدثين، النقد التاريخي للكتب المقدسة.وكما تمت صياغة الحدس الأول في "علوم القرآن" من المحمول إلى الحامل في "الوحي والواقع"، دراسة في أسباب النزول، وتمت صياغة الحدس الأول في علوم الحديث في "من نقد السند إلى نقد المتن"، كذلك تمت صياغة الحدس الأول في "علم السيرة، من الرسول إلى الرسالة" في "محمد" الشخص أم المبدأ؟. فهم إعادة بناء العلوم النقلية هم قديم مواز لهم بناء العلوم النقلية العقلية الأربعة، الكلام والفلسفة والتصوف والأصول. وهو ما قد تم من قبل. وكل شيء في أوانه. والباعث على بقاء هذا الهم هو عبادة الأشخاص في حياتنا السياسية والاجتماعية، المجتمع البطرياركي، مجتمع "سي السيد". وهي طريقة التعامل مع الرسول بعد أن طغى على الرسالة في "علوم السيرة" وتحول محور السيرة من الرسالة إلى الرسول.الجزء الثالث من النقل إلى العقل "علوم السيرة، من الرسول إلى الرسالة"، يدخل ضمن سير الإصلاحيين والمجددين في العصر الحديث، واستكمالًا لجهود جبران وطه حسين وهيكل والعقاد ونظمي لوقا والشرقاوي وخلف الله وغيرهم. وليست بدعًا بين السير، ولا هرطقة بالنسبة للقدماء. فالمحدثون مع القدماء يكونون التراث الإسلامي. ومازالت هموم العصر مطردة منذ قرنين من الزمان حتى الآن.

Book Category تاريخ, دين
Author د.حسن حفني