لم تعد دراسة الحركات الاجتماعية مقصورة فقط على الجوانب المتعلقة بوضعها فى البنية السياسية الاقتصادية الداخلية للمجتمعات المعنية، إن تطور النظام الرأسمالى العالمى، و عملية العولمة التى باتت تتحكم فيها مراكز محدودة للرأسمالية العالمية بمصالحها وآلياتها الكبيرة، باتت تؤثر تأثيراً كبيراً على حركات المجتمعات المحلية. و بقدر التماسك الذى تبديه هذه المراكز و السياسات التى تفرضها على شعوب بلدان الجنوب، أصبح هلى تجمعات الجنوب الشعبي و الاجتماعية، المحلى منها و الإقليمى ان تنسق رؤاها للعالم من حولها بقدر انشغالها بتحسن ظروف مواطنيها و إدماجهم فى عملية المقاومة لهذه العولمة متحالفة فى ذلك مع القوى الداعمة لطالبها على مستوى العالم. و يعتبر الكتاب الذى يضعه مركز البحوث العربية و الأفريقية، بالتعاون مع المنتدى العالمى للبدائل، و منتدى العالم الثالث بداكار ثمرة المفهوم المشترك بين هذه المنظومات و العمل الدءوب الذى شمل حلقات نقاش و ندوة بحثية حول هذا الموضوع.